قوله عز وجل:
قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين
المعنى: وأي شيء يجعلنا ألا نقاتل وقد وترنا وأخرجنا من ديارنا؟، وقالوا هذه المقالة وإن كان القائل لم يخرج من حيث قد أخرج من هو مثله، وفي حكمه، ثم أخبر الله تعالى عنهم أنهم لما فرض عليهم القتال ورأوا الحقيقة ورجعت أفكارهم إلى مباشرة الحرب تولوا، أي اضطربت نياتهم، وفترت عزائمهم، وهذا شأن الأمم المتنعمة المائلة إلى الدعة، تتمنى الحرب أوقات الأنفة، فإذا حضرت الحرب كعت وانقادت لطبعها.
وعن هذا المعنى نهى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
nindex.php?page=hadith&LINKID=711135لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاثبتوا .
ثم أخبر الله تعالى عن قليل منهم أنهم ثبتوا على النية الأولى، واستمرت عزيمتهم على القتال في سبيل الله، ثم توعد الظالمين في لفظ الخبر الذي هو قوله:
والله عليم بالظالمين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب : "تولوا إلا أن يكون قليل منهم".