قوله عز وجل:
وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم
ننساكم معناه: نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا، فلم يقع منكم استعداد له ولا تأهبتم، فسميت العقوبة في هذه الآية باسم الذنب، والمأوى: الموضع الذي يسكنه الإنسان ويكون فيه عامة أوقاته أو كلها أجمع، و"آيات الله": لفظ جامع لآيات القرآن وللأدلة التي نصبها الله تعالى لينظر فيها العباد.
وقرأ أكثر القراء: "لا يخرجون" بضم الياء المنقوطة من تحت وفتح الراء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340وابن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن : "لا يخرجون" بإسناد الفعل إليهم بفتح الياء وضم الراء، و
"يستعتبون" تطلب منهم مراجعة إلى عمل صالح.
وقوله تعالى:
فلله الحمد إلى آخر السورة، تحميد له تعالى وتحقيق لألوهيته، وفي ذلك كسر لأمر الأصنام والأنصاب، وقراءة الناس: "رب" بالخفض في الثلاثة على الصفة. وقرأ
ابن محيصن: بالرفع فيها، على معنى: هو رب، و
"الكبرياء" بناء مبالغة، وفي الحديث:
nindex.php?page=hadith&LINKID=848783 "يقول الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني منهما شيئا قصمته".
كمل تفسير سورة الجاثية و الحمد لله رب العالمين