قوله عز وجل:
والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم
قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، وأهل
مكة: "واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم"، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود -بخلاف عنه -
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو - بخلاف عنه
وشيبة ،
والجحدري، nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى : " واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم"، وروى
خارجة عنه مثل قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك : "وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان أحلقنا بهم ذرياتهم" وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك : "وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم"، فلكون "الذرية"
[ ص: 92 ] جمعا في نفسه حسن الإفراد في هذه القراءات، ولكون المعنى يقتضي انتشارا أو كثرة حسن جمع الذرية في قراءة من قرأ: "ذرياتهم" .
واختلف الناس في معنى الآية - قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير ، والجمهور: أخبر الله تعالى أن المؤمنين اللذين تتبعهم ذريتهم في الإيمان فيكونون مؤمنين كآبائهم، وإن لم يكونوا في التقوى والأعمال كالآباء، فإنه يلحق الأبناء بمراتب أولئك الآباء كرامة للآباء، وقد ورد في هذا المعنى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلوا الحديث تفسير الآية، وكذلك وردت أحاديث تقتضي أن الله تعالى يرحم الآباء رعيا للأبناء الصالحين، وذهب بعض الناس إلى إخراج هذا المعنى من هذه الآية، وذلك لا يترتب إلا بأن نجعل اسم "الذرية" بمثابة نوعهم على نحو ما في قوله تعالى:
أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ، وفي هذا نظر، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك : معنى هذه الآية أن الله تعالى يلحق الأبناء الصغار بأحكام الآباء المؤمنين في الموارثة والدفن في قبور الإسلام، وفي أحكام الآخرة في الجنة، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أنه قال: الآية في الكبار من الذرية وليس فيها من الصغار شيء، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17150منذر بن سعيد : هي في الصغار لا في الكبار، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري قولا معناه أن الضمير في قوله تعالى: "بهم" عائد على الذرية، والضمير الذي بعده في "ذرياتهم" عائد على "الذين"، أي: اتبعهم الكبار وألحقنا نحن بالكبار الصغار، وهذا قول مستكره.
وقوله تعالى: "بإيمان" هو في موضع الحال، فمن رأى أن الآية في الأبناء الصغار
[ ص: 93 ] فالحال من الضمير في قوله تعالى: "اتبعتهم"، فهو من المفعولين، ومن رأى أن الآية في الأبناء الكبار فيحتمل أن يكون الحال من المفعولين، ويحتمل أن يكون من المتبعين الفاعلين، وأرجح الأقوال في هذه الآية القول الأول; لأن الآيات كلها في صفة إحسان الله تعالى إلى أهل الجنة، فذكر من جملة إحسانه أنه يرعى المحسن في المسيء، ولفظة "ألحقنا" تقتضي أن للملحق بعض التقصير في الأعمال.
وقرأ الجمهور من القراء: "ألتناهم" بفتح اللام، من "ألت" وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
وأبو يحيى ،
وشبل: "ألتناهم" من "ألت" بكسر اللام، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج : "وما ألتناهم"على وزن أفعلناهم، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود : "لتناهم" من "لات"، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=16258ابن مصرف ، ورواها
nindex.php?page=showalam&ids=15037القواس عن
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ، وتحتمل قراءة من قرأ: "ألتناهم" بفتح اللام أن تكون من "ألات" فإنه يقال: ألات يليت إلاتة، ولات يليت ليتا، وآلت يؤلت إيلاتا، وألت يألت، وألت يألت ولتا، كلها بمعنى بعض.
ومعنى هذه الآية أن الله تعالى يلحق المقصر بالمحسن ولا ينقص المحسن من أجره شيئا، وهذا تأويل
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير والجمهور، ويحتمل قوله تعالى:
وما ألتناهم من عملهم من شيء أن يريد: من عملهم الحسن والقبيح، ويكون الضمير في "عملهم" عائدا على الأبناء، وهذا تأويل
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد ، ويحسن هذا الاحتمال قوله تعالى:
كل امرئ بما كسب رهين ، والرهين: المرتهن، وفي هذه الألفاظ وعيد، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش أنه قرأ: "وما لتناهم" بغير ألف وبفتح اللام، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم : لا تجوز هذه القراءة على وجه من الوجوه.
و"أمددت الشيء" إذا سيرت إليه شيئا آخر يكثره أو يكثر لديه، وقوله تعالى:
مما يشتهون إشارة إلى ما روي من أن المنعم إذا اشتهى لحما نزل ذلك الحيوان بين يديه على الهيئة التي اشتهاه فيها، وليس يكون في الجنة لحم يختر، ولا يتكلف فيه الذبح والسلخ والطبخ، وبالجملة لا كلفة في الجنة.
[ ص: 94 ] و"يتنازعون" معناه: يتعاطون، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=13672الأخطل :
نازعته طيب الراح الشمول وقد صاح الدجاج وحانت وقعة الساري
و"الكأس": الإناء وفيه الشراب، ولا يقال في فارغ "كأس"، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، وقرأ الجمهور من السبعة وغيرهم: "لا لغو" بالرفع "ولا تأثيم" كذلك، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن : "لا لغو فيها ولا تأثيم" بالنصب على التبرية، وعلى الوجهين، فقوله تعالى: "فيها" هو في موضع الخبر، وأغنى خبر الأول عن ذكر خبر الثاني، و"اللغو": السقط من القول، و"التأثيم" يلحق خمر الدنيا في نفس شربها وفي الأفعال التي تكون من شرابها، وذلك كله مرتفع في الآخرة.
و"اللؤلؤ المكنون" أجمل اللؤلؤ لأن الصون والكن يحسنه، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير : أراد أنه الذي في الصدف لم تنله الأيدي،
وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إذا كان الغلمان كاللؤلؤ المكنون فكيف المخدومون؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "هم كالقمر ليلة البدر"، ثم وصف تعالى عنهم أنهم في جملة تنعمهم يتساءلون، عن أحوالهم وما نال كل واحد منهم، وأنهم يتذكرون حال الدنيا وخشيتهم فيها عذاب الآخرة، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال: تساؤلهم إذا بعثوا في النفخة الثانية، و"الإشفاق" أشد الخشية ورقة القلب، وقرأ
أبو حيوة: "ووقانا" بشد القاف، وقرأ الجمهور بتخفيفها،
[ ص: 95 ] وأمال
nindex.php?page=showalam&ids=16748عيسى الثقفي "وقانا" بتخفيف القاف، و"السموم": الحار، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14387الرماني : هو الذي يبلغ مسام الإنسان، وهو النار في هذه الآية، وقد يقال في حر الشمس وفي الريح: سموم. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: السموم اسم من أسماء جهنم. و"ندعوه" يحتمل أن يريد: نعبده، ويحسن هذا على قراءة من قرأ: "أنه" بفتح الألف، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع -بخلاف-
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبي جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ،
وأبي نوفل، أي: من أجل أنه، وقرأ باقي السبعة،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ، وجماعة: "إنه" على القطع والاستئناف، ويحسن مع هذه القراءة أن يكون "ندعوه" بمعنى نعبده، أو بمعنى الدعاء نفسه، ومن رأى "ندعوه" بمعنى الدعاء نفسه فيحتمل أن يجعل قوله تعالى: "أنه" بالفتح هو نفس الدعاء الذي كان في الدنيا، و"البر" هو الذي يبر ويحسن، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
جاءت من البيض زعرا لا لباس لها إلا الدهاس وأم برة وأب