و"تلقون" في موضع الصفة لـ "أولياء"، و"ألقيت" يتعدى بحرف الجر وبغير حرف جر، فدخول الباء وزوالها سواء، وهذا نظير قوله عز وجل: وألقيت عليك محبة مني وقوله تعالى: سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ، وروى المعلى عن nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم أنه قرأ: وقد "كفروا لما" بلام .
[ ص: 278 ] وقوله تعالى: "يخرجون" في موضع الحال من الضمير في "كفروا" والمعنى: يخرجون الرسول ويخرجونكم، وهي حال مؤكدة، فلذلك ساق الفعل مستقبلا والإخراج قد مر، وتضييق الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إخراج إذ كان مؤديا إلى الإخراج، وقوله تعالى: "أن تؤمنوا"" مفعول من أجله، أي: أخرجوكم من أجل أن آمنتم بربكم، وقوله تعالى: "إن كنتم" شرط جوابه متقدم في معنى ما قبله، وجاز ذلك لما لم يظهر عمل الشرط، والتقدير: إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي فلا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء، و"جهادا" نصب على المصدر، وكذلك "ابتغاء"، ويجوز أن يكون ذلك مفعولا من أجله، و "المرضاة" مصدر كالرضى، و"تسرون" بدل من "تلقون"، ويجوز أن تكون في موضع خبر ابتداء، كأنه تعالى قال: أنتم تسرون، ويصح أن يكون فعلا مرسلا ابتدأ به القول، والإلقاء بالمودة معنى ما، والإسرار بها معنى زائد على الإلقاء، فترجع بهذا أن "تسرون" فعل ابتدئ به القول، أي: تفعلون ذلك وأنا أعلم، وقوله تعالى: "أعلم" يحتمل أن يكون "أفعل"، ويحتمل أن يكون فعلا لأنك تقول "علمت بكذا" فتدخل الباء، وقوله تعالى: "وأنا أعلم" الآية... جملة في موضع الحال، وقرأ أهل المدينة: و"أنا" بإشباع الألف في الإدراج، وقرأ غيرهم "وأنا" بطرح الألف في الإدراج.
والضمير في "يفعله" عائد على الاتخاذ المذكور، و"سواء" يجوز أن يكون مفعولا مفعولا بـ "ضل"، وذلك على تعدي "ضل"، ويجوز أن يكون ظرفا على غير التعدي لأنه يجيء بالوجهين، والأول أحسن في المعنى، و"السواء": الوسط، وذلك لأنه تتساوى نسبته إلى أطراف الشيء، و"السبيل" هنا شرع الله تعالى وطريق دينه.