[ ص: 11 ] باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة، وعن نبهاء العلماء، في
فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=711999إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم، قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله تعالى، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو فصل ليس بالهزل، من تركه تجبرا قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، من علم علمه سبق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك في تفسير قوله تعالى:
فقد استمسك بالعروة الوثقى [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أراد علم الأولين [ ص: 12 ] والآخرين فليثور القرآن .
وقال عليه السلام:
اتلوا هذا القرآن؛ فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات، أما إني لا أقول «الم» حرف، ولكن الألف حرف، واللام حرف، والميم حرف .
وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض:
أيها الناس، إني تارك فيكم الثقلين، إنه لن تعمى أبصاركم، ولن تضل قلوبكم، ولن تزل أقدامكم، ولن تقصر أيديكم، كتاب الله سبب بينكم وبينه، طرفه بيده، وطرفه بأيديكم، فاعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، ألا وعترتي، وأهل بيتي، هو الثقل الآخر، فلا تسبعوهم فتهلكوا .
وقيل
لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها، والقرآن لا يمل؟ فقال:
لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني، كما هو حجة على أهل الدهر الأول، فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا، ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه
[ ص: 13 ] تلقى منه في كل مرة علوما غضة، وليس هذا كله في الشعر والخطب.
وقيل
لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن؟ فقال: ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله .
وقال عليه السلام:
ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن، لا نبي ولا ملك .
وقال عليه السلام:
أفضل عبادة أمتي القرآن .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص: «من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه».
وحدث
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
من قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن .
[ ص: 14 ] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=939772أشراف أمتي حملة القرآن .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية:
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا [فاطر: 32]. فقال: «سابقكم سابق، ومقتصدكم ناج، وظالمكم مغفور له».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ألا إن أصفر البيوت بيت صفر من كتاب الله».
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«القرآن شافع، مشفع، وماحل مصدق، من شفع له القرآن نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار، وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته، وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه».
وقال صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654556«إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران، والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة».
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: nindex.php?page=hadith&LINKID=944196مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله، حدثنا، فأنزل الله تعالى: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم الآية. [الزمر: 23]. [ ص: 15 ] ثم ملوا ملة أخرى، فقالوا: قص علينا يا رسول الله، فأنزل الله تعالى: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن [يوسف: 3].
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654640«أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه». وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود: «إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه، وإن أدب الله القرآن».
ومر أعرابي على
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرءون القرآن، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: يقتسمون ميراث
محمد صلى الله عليه وسلم.
ومرت امرأة على
عيسى ابن مريم عليه السلام فقال: طوبى لبطن حملك، ولثديين رضعت منهما، فقال
عيسى: طوبى لمن قرأ كتاب الله واتبع ما فيه.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى:
ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان [آل عمران: 193] قال: هو القرآن، ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال بعض العلماء في تفسير قوله تعالى:
قل بفضل الله وبرحمته [يونس: 58] قال: «الإسلام والقرآن».
[ ص: 16 ] وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=10لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم؟ فقال: «إنه يشغلني عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحب إلي منه».
وقال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: «ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح؟ فقال لهم: فلعله قرأ سورة البقرة، فسئل ثابت بن قيس، فقال: نعم قرأت سورة البقرة». وفي هذا المعنى حديث صحيح عن
أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبو عمرو الداني عن
علي الأثرم قال: كنت أتكلم في
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي [ ص: 17 ] وأقع فيه، فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت: يا
أبا الحسن، ما فعل الله بك؟ فقال: «غفر لي بالقرآن».
وقال nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر: «عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: عليكم بالقرآن». وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل، ويرفع الأشرار، ويوضع الأخيار، وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير، قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله، قيل له: فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أخذتموه عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه، وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون، وكفى به واعظا لمن عقل.
وقال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=4لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم، فقال: أقرئهم السلام، ومرهم فليعطوا القرآن خزائمهم؛
[ ص: 18 ] فإنه يحملهم على القصد والسهولة، ويجنبهم الجور والحزونة.
وقال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=10لعبد الله بن مسعود: أوصني، فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك؛ فإنه خير يأمر به، أو شر ينهى عنه.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة: nindex.php?page=hadith&LINKID=100052أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن، فقال: «الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى».
وقال عليه السلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=672629«اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه».
ويروى أن أهل
اليمن لما قدموا أيام
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- سمعوا القرآن فجعلوا يبكون. فقال أبو بكر: «هكذا كنا، ثم قست القلوب».
وروي أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة:
إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن بن أبي الحسن البصري: إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل، وجعلتم الليل جملا تركبونه، فتقطعون به المراحل، وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، وينفذونها بالنهار.
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه يقول: «أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا، إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به».
[ ص: 19 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=16310القاضي عبد الحق رضي الله عنه: قال الله تعالى:
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر [القمر: 17 - 22، 32 - 40].
وقال تعالى:
إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا [المزمل: 5] أي: علم معانيه، والعمل به، والقيام بحقوقه ثقيل، فمال الناس إلى الميسر، وتركوا الثقيل، وهو المطلوب منهم.
وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=17399ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن؟ قال: «أستغفر الله من تلاوتي؛ لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح».
وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء، قال: فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا. اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.