قوله تعالى:
فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا .
الضمير في:
"سجدوا"؛ للطائفة المصلية؛ والمعنى: "فإذا سجدوا معك الركعة الأولى فلينصرفوا"؛ هذا على بعض الهيئات المروية؛ وقيل: المعنى: "فإذا سجدوا ركعة القضاء"؛ وهذا على هيئة
سهل بن أبي حثمة؛ والضمير في قوله:
"فليكونوا"؛ يحتمل أن يكون للذين سجدوا؛ ويحتمل أن يكون للطائفة القائمة أولا بإزاء العدو؛ ويجيء الكلام وصاة في حال الحذر والحرب.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن؛ وابن أبي إسحاق : "فلتقم"؛ بكسر اللام؛ وقرأ الجمهور "ولتأت طائفة"؛ بالتاء؛ وقرأ
أبو حيوة: "وليأت"؛ بالياء.
[ ص: 14 ] وقوله تعالى :
ود الذين كفروا ؛ الآية؛ إخبار عن معتقد القوم؛ وتحذير من الغفلة؛ لئلا ينال العدو أمله.
و"أسلحة": جمع "سلاح"؛ وفي قوله تعالى :
ميلة واحدة ؛ بناء مبالغة؛ أي: "مستأصلة؛ لا يحتاج معها إلى ثانية".
وقوله تعالى :
ولا جناح عليكم ؛ الآية؛ ترخيص؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : "نزلت بسبب
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف ؛ كان مريضا؛ فوضع سلاحه؛ فعنفه بعض الناس.
قال
القاضي أبو محمد - رحمه الله -: "كأنهم تلقوا الأمر بأخذ السلاح على الوجوب؛ فرخص الله تعالى في هاتين الحالتين؛ وينقاس عليهما كل عذر يحدث في ذلك الوقت".
ثم قوى الله نفوس المؤمنين بقوله:
إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا .