[ ص: 460 ] قوله عز وجل:
ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم
هذه الآية وعيد للكفار وضرب أمثال لهم، أي: كما فعل هؤلاء فعلكم فكذلك يفعل بكم ما فعل بهم.
وقوله تعالى:
وما كانوا ليؤمنوا إخبار عن قسوة قلوبهم وشدة كفرهم، وقرأ جمهور السبعة، وغيرهم: "نجزي" بنون الجماعة، وفرقة "يجزي" بالياء على معنى: يجزي الله، و"خلائف" جمع خليفة، وقوله: "لننظر" معناه: لنبين في الوجود ما علمناه أزلا، لكن جرى القول على طريق الإيجاز والفصاحة. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17304يحيى بن الحارث -وقال: رأيتها في الإمام مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان -: "لنظر" بإدغام النون في الظاء. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن الله تعالى إنما جعلنا خلفاء لينظر كيف عملنا فأروا الله حسن أعمالكم في السر والعلانية"، وكان أيضا يقول: "قد استخلفت يا
nindex.php?page=showalam&ids=2ابن الخطاب فانظر كيف تعمل"، وأحيانا كان يقول: "قد استخلفت يا ابن أم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ".
وقوله تعالى:
وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات الآية، هذه الآية نزلت في
قريش لأن بعض كفارهم قال هذه المقالة على معنى: ساهلنا يا
محمد واجعل هذا الكلام الذي هو من قبلك على اختيارنا، وأحل ما حرمته وحرم ما حللته ليكون أمرنا حينئذ واحدا
[ ص: 461 ] وكلمتنا متصلة، فذم الله هذه الصنعة وذكرهم بأنهم يقولون هذا للآيات البينات، ووصفهم بأنهم لا يؤمنون بالبعث، ثم أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يرد عليهم بالحق الواضح، وأن يستسلم ويتبع حكم الله تعالى ويعلم بخوفه ربه،
واليوم العظيم: يوم القيامة .