قوله عز وجل:
إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى واصطنعتك لنفسي
العامل في "إذ" فعل مضمر تقديره: ومننا إذ، وتقدم تفسير هذه الآية في القصص المذكور آنفا، وقرأت فرقة: "كي تقر" بفتح القاف، وقرأت فرقة: "كي تقر" بكسر القاف، والنفس التي قتلها هي نفس القبطي الذي كان يقاتل الإسرائيلي فوكزه
موسى فقضى عليه، و "الغم": هم النفس، وكان هم
موسى عليه السلام بأمر من طلبه ليثأر به.
وقوله تعالى:
وفتناك فتونا معناه: خلصناك تخليصا، هذا قول جمهور المفسرين، وقالت فرقة: معناه: اختبرناك، وعلى هذا التأويل لا يراد إلا ما اختبر به
[ ص: 96 ] موسى عليه السلام بعد بلوغه وتكليفه، وما كان قبل ذلك فلا يدخل في اختبار
موسى عليه السلام .
وعدة سنيه في أهل
مدين عشرة أعوام; لأنه إنما قضى أوفى الأجلين، وقوله تبارك وتعالى:
على قدر أي: بميقات محدود للنبوة التي قد أرادها الله بك، ومنه قول الشاعر:
نال الخلافة إذ كانت له قدرا كما أتى ربه موسى على قدر
وقوله تعالى:
واصطنعتك لنفسي معناه: جعلتك موضع الصنيعة ومقر الإجمال والإحسان، وقوله: "لنفسي" إضافة تشريف، وهذا كما تقول: "بيت الله" ونحوه.
nindex.php?page=hadith&LINKID=651771والصيام لي وأنا أجزي به ، وعبر بالنفس عن شدة القرب وقوة الاختصاص.