ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون .
ولقد جاءكم موسى بالبينات : من تمام التبكيت؛ والتوبيخ؛ داخل تحت الأمر؛ لا تكرير لما قص في تضاعيف تعداد النعم التي من جملتها العفو عن عبادة العجل؛ واللام للقسم؛ أي: وبالله لقد جاءكم
موسى ملتبسا بالمعجزات الظاهرة؛ التي هي: العصا؛ واليد؛ والسنون؛ ونقص الثمرات؛ والدم؛ والطوفان؛ والجراد؛ والقمل؛ والضفادع؛ وفلق البحر؛ وقد عد منها التوراة؛ وليس بواضح؛ فإن المجيء
[ ص: 131 ] بها بعد قصة العجل.
ثم اتخذتم العجل ؛ أي: إلها؛
من بعده ؛ أي: من بعد مجيئه بها؛ وقيل: من بعد ذهابه إلى الطور؛ فتكون التوراة حينئذ من جملة البينات؛ و"ثم": للتراخي في الرتبة؛ والدلالة على نهاية قبح ما صنعوا؛
وأنتم ظالمون : حال من ضمير "اتخذتم"؛ بمعنى: اتخذتم العجل ظالمين بعبادته؛ واضعين لها في غير موضعها؛ أو بإخلال بحقوق آيات الله (تعالى)؛ أو اعتراض؛ أي: وأنتم قوم عادتكم الظلم.