قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون قال الملأ الذين استكبروا من قومه ; أي : عتوا وتكبروا ، استئناف كما سلف ، وقرئ بالواو عطفا على ما قبله من قوله تعالى : "
قال يا قوم ... " إلخ .
واللام في قوله تعالى :
للذين استضعفوا للتبليغ .
وقوله تعالى :
لمن آمن منهم بدل من الموصول بإعادة العامل بدل الكل إن كان ضمير "
منهم " لقومه ، وبدل البعض إن كان " للذين استضعفوا " على أن من المستضعفين من لم يؤمن ، والأول هو الوجه ; إذ لا داعي إلى توجيه الخطاب أولا إلى جميع المستضعفين ، مع أن المجاوبة مع المؤمنين منهم على أن الاستضعاف مختص بالمؤمنين ; أي : قالوا للمؤمنين الذين استضعفوهم واسترذلوهم .
أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه وإنما قالوه بطريق الاستهزاء بهم .
قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون عدلوا عن الجواب الموافق لسؤالهم بأن يقولوا : نعم ، أو نعلم أنه مرسل منه تعالى ; مسارعة إلى تحقيق الحق ، وإظهار ما لهم من الإيمان الثابت المستمر ، الذي ينبئ عنه الجملة الاسمية ، وتنبيها على أن أمر إرساله من الظهور ، بحيث لا ينبغي أن يسأل عنه ، وإنما الحقيق بالسؤال عنه هو الإيمان به .