فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين فتولى عنهم إثر ما شاهد ما جرى عليهم ، تولى مغتم ، متحسر على ما فاتهم من الإيمان ، متحزن عليهم .
وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم بالترغيب والترهيب ، وبذلت فيكم وسعي ، ولكن لم تقبلوا مني ذلك .
وصيغة المضارع في قوله تعالى :
ولكن لا تحبون الناصحين حكاية حال ماضية ; أي : شأنكم الاستمرار على بغض الناصحين وعداوتهم ، خاطبهم صلى الله عليه وسلم بذلك خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل
قليب بدر ، حيث قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653679إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا " .
وقيل : إنما تولى عنهم قبل نزول العذاب بهم عند مشاهدته صلى الله عليه وسلم لعلاماته ، تولى ذاهب عنهم منكر لإصرارهم على ما هم عليه .
وروي أن عقرهم الناقة كان يوم الأربعاء ، ونزل بهم العذاب يوم السبت ، وروي أنه خرج في مائة وعشرة من المسلمين وهو يبكي ، فالتفت فرأى الدخان ساطعا ، فعلم أنهم قد هلكوا ، وكانوا ألفا وخمسمائة دار ، وروي أنه رجع بمن معه فسكنوا ديارهم .