فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين فانتقمنا منهم ; أي : فأردنا أن ننتقم منهم لما أسلفوا من المعاصي والجرائم ، فإن قوله تعالى :
فأغرقناهم عين الانتقام منهم ، فلا يصح دخول الفاء بينهما ، ويجوز أن يكون المراد مطلق الانتقام منهم ، والفاء تفسيرية كما في قوله تعالى :
ونادى نوح ربه فقال رب ... إلخ .
في اليم في البحر الذي لا يدرك قعره ، وقيل : في لجته .
بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين تعليل للإغراق ; أي : كان إغراقهم بسبب تكذيبهم بآيات الله تعالى ، وإعراضهم عنها ، وعدم تفكرهم فيها ، بحيث صاروا كالغافلين عنها بالكلية .
والفاء وإن دلت على ترتب الإغراق على ما قبله من النكث ، لكنه صرح بالتعليل إيذانا بأن مدار جميع ذلك تكذيب آيات الله تعالى والإعراض عنها ، ليكون ذلك مزجرة للسامعين عن تكذيب الآيات الظاهرة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم والإعراض عنها .