وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون بيان إجمالي لحال
[ ص: 297 ] من عدا المذكورين من الثقلين الموصوفين بما ذكر من الضلال والإلحاد عن الحق ، ومحل الظرف الرفع على أنه مبتدأ إما باعتبار مضمونه ، أو بتقدير الموصوف ، وما بعده خبره ، كما مر في تفسير قوله تعالى :
ومن الناس ... إلخ ; أي : وبعض من خلقنا ، أو وبعض ممن خلقنا أمة ; أي : طائفة كثيرة يهدون الناس ملتبسين بالحق ، أو يهدونهم بكلمة الحق ويدلونهم على الاستقامة ، وبالحق يحكمون في الحكومات الجارية فيما بينهم ولا يجورون فيها .
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا قرأها : " هذه لكم ، وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها ،
ومن قوم موسى أمة ... " الآية . وعنه عليه الصلاة والسلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=914442إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى " ، وروي : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=940250لا تزال من أمتي طائفة على الحق إلى أن يأتي أمر الله " ، وروي : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653369لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله تعالى وهم ظاهرون " .
وفيه من الدلالة على صحة الإجماع ما لا يخفى ، والاقتصار على نعتهم بهداية الناس للإيذان بأن اهتداءهم في أنفسهم أمر محقق غني عن التصريح به .