إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين إن الذين تدعون من دون الله تقرير لما قبله من عدم اتباعهم لهم ; أي : إن الذين تعبدونهم من دونه تعالى من الأصنام وتسمونهم آلهة .
عباد أمثالكم ; أي : مماثلة لكم ، لكن لا من كل وجه ، بل من حيث إنها مملوكة لله عز وجل ، مسخرة لأمره ، عاجزة عن النفع والضرر ، وتشبيهها بهم في ذلك مع كون عجزها عنهما أظهر وأقوى من عجزهم ، إنما هو لاعترافهم بعجز أنفسهم وادعائهم لقدرتها عليهم ; إذ هو الذي يدعوهم إلى عبادتها والاستعانة بها .
وقوله تعالى :
فادعوهم فليستجيبوا لكم تحقيق لمضمون ما قبله بتعجيزهم وتبكيتهم ; أي : فادعوهم في جلب نفع أو كشف ضر .
إن كنتم صادقين في زعمكم أنهم قادرون على ما أنتم عاجزون عنه .