ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ولقد بوأنا بني إسرائيل كلام مستأنف سيق لبيان النعم الفائضة عليهم إثر نعمة الإنجاء على وجه الإجمال، وإخلالهم بشكرها، وأداء حقوقها، أي: أسكناهم وأنزلناهم بعدما أنجيناهم وأهلكنا أعداءهم
مبوأ صدق أي: منزلا صالحا مرضيا، وهو
الشام ومصر ملكوهما بعد
الفراعنة والعمالقة، وتمكنوا
[ ص: 175 ] في نواحيهما حسبما نطق به قوله تعالى:
وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها .
ورزقناهم من الطيبات أي: اللذائذ
فما اختلفوا في أمر دينهم
حتى جاءهم العلم أي: إلا بعدما جاءهم العلم بقراءتهم التوراة وعلمهم بأحكامها، أو في أمر
محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا من بعد ما علموا صدق نبوته وتظاهر معجزاته، فالمراد بالمختلفين أعقابهم الذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم،
إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون فيميز بين المحق والمبطل بالإثابة والتعذيب.