قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون .
قل أتحاجوننا : تجريد الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - عقيب الكلام الداخل تحت الأمر الوارد بالخطاب العام؛ لما أن المأمور به من الوظائف الخاصة به - عليه الصلاة والسلام -؛ وقرئ بإدغام النون. والهمزة للإنكار؛ أي: أتجادلوننا؟
في الله ؛ أي: في دينه؛ وتدعون أن دينه الحق هو اليهودية؛
[ ص: 169 ]
والنصرانية؛ وتبنون دخول الجنة؛ والاهتداء؛ عليهما؛ وتقولون - تارة -:
لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ؛ وتارة:
كونوا هودا أو نصارى تهتدوا .
وهو ربنا وربكم : جملة حالية؛ وكذلك ما عطف عليها؛ أي: أتجادلوننا والحال أنه لا وجه للمجادلة أصلا؛ لأنه (تعالى) ربنا؛ أي: مالك أمرنا؛ وأمركم؟
ولنا أعمالنا ؛ الحسنة؛ الموافقة لأمره؛
ولكم أعمالكم ؛ السيئة؛ المخالفة لحكمه؛
ونحن له مخلصون ؛ في تلك الأعمال؛ لا نبتغي بها إلا وجهه؛ فأنى لكم المحاجة؛ وادعاء حقية ما أنتم عليه؛ والطمع في دخول الجنة بسببه؛ ودعوة الناس إليه؟