يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد يوم يأت أي: حين يأتي ذلك اليوم المؤخر بانقضاء أجله، كقوله تعالى: " أن تأتيهم الساعة " وقيل: يوم يأتي الجزاء الواقع فيه، وقيل: أي الله - عز وجل - فإن المقام مقام تفخيم شأن اليوم، وقرئ بإثبات الياء على الأصل
لا تكلم نفس أي: لا تتكلم بما ينفع وينجي من جواب أو شفاعة، وهو العامل في الظرف أو الانتهاء المحذوف في قوله تعالى:
"إلا لأجل معدود" أي: ينتهي الأجل يوم يأتي، أو المضمر المعهود أعني (اذكر)
إلا بإذنه - عز سلطانه - في التكلم كقوله تعالى:
لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وهذا في موطن من مواطن ذلك اليوم، وقوله عز وجل:
هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون في موقف آخر من مواقفه، كما أن قوله سبحانه:
يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها في آخر منها، أو المأذون فيه الجوابات الحقة، والممنوع عنه الأعذار الباطلة، نعم، قد يؤذن فيها أيضا لإظهار بطلانها، كما في قول الكفرة:
والله ربنا ما كنا مشركين ونظائره.
فمنهم شقي وجبت له النار بموجب الوعيد
وسعيد أي: ومنهم سعيد، حذف الخبر لدلالة الأول عليه، وهو من وجبت له الجنة بمقتضى الوعد، والضمير لأهل الموقف المدلول عليهم بقوله:
"لا تكلم نفس" أو للناس، وتقديم الشقي على السعيد؛ لأن المقام مقام التحذير والإنذار.