ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب ولقد آتينا موسى الكتاب أي: التوراة
فاختلف فيه أي: في شأنه وكونه من عند الله تعالى، فآمن به قوم وكفر به آخرون، فلا تبال باختلاف قومك فيما آتيناك من القرآن، وقولهم: "لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك" وزعمهم أنك افتريته
ولولا كلمة سبقت [ ص: 244 ] من ربك وهي كلمة القضاء بإنظارهم إلى يوم القيامة على حسب الحكمة الداعية إلى ذلك
لقضي بينهم أي: لأوقع القضاء بين المختلفين من قومك بإنزال العذاب الذي يستحقه المبطلون؛ ليتميزوا به عن المحقين، وقيل: بين قوم
موسى وليس بذاك
وإنهم أي: وإن كفار قومك، أريد به بعض من رجع إليهم ضمير (بينهم) للأمن من الإلباس
لفي شك عظيم
منه أي: من القرآن، وإن لم يجر له ذكر؛ فإن ذكر إيتاء كتاب
موسى ووقوع الاختلاف فيه - لا سيما بصدد التسلية - ينادي به نداء غير خفي
مريب موقع في الريبة.