يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون يا بني اذهبوا فتحسسوا أي: تعرفوا وهو تفعل من الحس، وقرئ بالجيم من الجس وهو الطلب أي: تطلبوا
من يوسف وأخيه أي: من خبرهما، ولم يذكر الثالث؛ لأن غيبته اختيارية لا يعسر إزالتها
ولا تيأسوا من روح الله لا تقنطوا من فرجه وتنفيسه، وقرئ بضم الراء أي: من رحمته التي يحيي بها العباد، وهذا إرشاد لهم إلى بعض ما أبهم في قوله:
وأعلم من الله ما لا [ ص: 303 ] تعلمون ثم حذرهم عن ترك العمل بموجب نهيه بقوله:
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون لعدم علمهم بالله تعالى وصفاته، فإن العارف لا يقنط في حال من الأحوال.