ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ولنسكننكم الأرض أي: أرضهم وديارهم عقوبة لهم بقولهم لنخرجنكم من أرضنا. كقوله تعالى:
وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها من بعدهم أي: من بعد إهلاكهم وقرئ: (ليهلكن) و (ليسكننكم) بالياء اعتبارا لأوحى. كقولهم: حلف زيد ليخرجن غدا
ذلك إشارة إلى الموحى به، وهو إهلاك الظالمين، وإسكان المؤمنين ديارهم. أي: ذلك الأمر محقق ثابت.
لمن خاف مقامي [ ص: 39 ] موقفي. وهو الموقف الذي يقف فيه العباد يوم يقوم الناس لرب العالمين، أو قيامي عليه، وحفظي لأعماله، وقيل: لفظ المقام مقحم.
وخاف وعيد وعيدي بالعذاب، أو عذابي الموعود للكفار. والمعنى: أن ذلك حق للمتقين كقوله: " والعاقبة للمتقين " .