وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين وقضينا أي: أوحينا
إليه مقضيا، ولذلك عدي بـ "إلى"
ذلك الأمر مبهم يفسره
أن دابر هؤلاء مقطوع على أنه بدل منه، وإيثار اسم الإشارة على الضمير للدلالة على اتصافهم بصفاتهم القبيحة، التي هي مدار ثبوت الحكم، أي: دابر هؤلاء المجرمين، وإيراد صيغة المفعول بدل صيغة المضارع لكونها أدخل في الدلالة على الوقوع، وفي لفظ القضاء، والتعبير عن العذاب بالأمر، والإشارة
[ ص: 85 ] إليه بذلك، وتأخيره عن الجار والمجرور، وإبهامه أولا، ثم تفسيره ثانيا، من الدلالة على فخامة الأمر، وفظاعته ما لا يخفى. وقرئ بالكسر على الاستئناف، والمعنى: أنهم يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحد
مصبحين داخلين في الصبح، وهو حال من هؤلاء، أو من الضمير، وفي مقطوع ، وجمعه للحمل على المعنى، فإن دابر هؤلاء بمعنى: مدبري هؤلاء.