ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ويجعلون لله [ ص: 123 ] أي: يثبتون له سبحانه، وينسبون إليه في زعمهم
ما يكرهون لأنفسهم مما ذكر، وهو تكرير لما سبق تثنية للتقريع، وتوطئة لقوله تعالى:
وتصف ألسنتهم الكذب أي: يجعلون له تعالى ما يجعلون، ومع ذلك تصف ألسنتهم الكذب، وهو
أن لهم الحسنى العاقبة الحسنى عند الله تعالى كقوله:
ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى وقرئ: (الكذب) وهو جمع الكذوب على أنه صفة الألسنة.
لا جرم رد لكلامهم ذلك، وإثبات لنقيضه، أي: حقا.
أن لهم مكان ما أملوا من الحسنى.
النار التي ليس وراء عذابها عذاب، وهي علم في السوأى
وأنهم مفرطون أي: مقدمون إليها من أفرطته، أي: قدمته في طلب الماء. وقيل: منسيون من أفرطت فلانا خلفي إذا خلفته، ونسيته. وقرئ: بالتشديد، وفتح الراء من فرطته في طلب الماء، وبكسر الراء المشددة من التفريط في الطاعات، وبكسر المخففة من الإفراط في المعاصي، فلا يكونان حينئذ من أحوالهم الأخروية كما عطف عليه.