والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون والله أنزل من السماء من السحاب، أو من جانب السماء حسبما مر، وهذا تكرير لما سبق تأكيدا لمضمونه، وتوطئة لما يعقبه من أدلة التوحيد
ماء نوعا خاصا من الماء هو المطر، وتقديم المجرور على المنصوب لما مر مرارا
[ ص: 124 ] من التشويق إلى المؤخر، فأحيا به الأرض بما أنبت به فيها من أنواع النباتات
بعد موتها أي: بعد يبسها وما يفيده الفاء من التعقيب العادي، لا ينافيه ما بين المعطوفين من المهلة
إن في ذلك أي: في إنزال الماء من السماء، وإحياء الأرض الميتة به
لآية وأية آية دالة على وحدته سبحانه، وعلمه، وقدرته، وحكمته.
لقوم يسمعون هذا التذكير ونظائره سماع تفكر، وتدبر فكأن من ليس كذلك أصم.