صفحة جزء
وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا

وأما من آمن بموجب دعوتي وعمل عملا صالحا حسبما يقتضيه الإيمان، فله في الدارين جزاء الحسنى أي: فله المثوبة الحسنى، أو الفعلة الحسنى، أو الجنة. "جزاء" على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة قدم على المبتدأ اعتناء به، أو منصوب بمضمر، أي: نجزي بها جزاء، والجملة حالية، أو معترضة بين المبتدأ والخبر المتقدم عليه، أو حال، أي: مجزيا بها. أو تمييز. وقرئ: منصوبا غير منون على أنه سقط تنوينه لالتقاء الساكنين، ومرفوعا منونا على أنه المبتدأ. و "الحسنى" بدله، والخبر الجار والمجرور. وقيل: خير بين القتل والأسر، والجواب من باب الأسلوب الحكيم; لأن الظاهر التخيير بينهما، وهم كفار. فقال: أما الكافر فيراعى في حقه قوة الإسلام، وأما المؤمن فلا يتعرض له إلا بما يجب، ويجوز أن تكون إما وأما للتوزيع دون التخيير، أي: وليكن شأنك معهم، إما التعذيب، وإما الإحسان. فالأول: لمن بقي على حاله. والثاني: لمن تاب. وسنقول له من أمرنا أي: مما نأمر به يسرا أي: سهلا متيسرا غير شاق، وتقديره: ذا يسر. أو أطلق عليه المصدر مبالغة، وقرئ بضمتين.

التالي السابق


الخدمات العلمية