إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم .
إن الذين آمنوا : نزلت في أصحاب السرية؛ لما ظن بهم أنهم إن سلموا من الإثم فلا أجر لهم؛
والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله ؛ كرر الموصول؛ مع أن المراد بهما واحد؛ لتفخيم شأن الهجرة؛ والجهاد؛ فكأنهما مستقلان في تحقيق الرجاء؛
أولئك ؛ المنعوتون بالنعوت الجليلة المذكورة؛
يرجون ؛ بما لهم من مبادي الفوز؛
رحمت الله ؛ أي: ثوابه؛ أثبت لهم الرجاء؛ دون الفوز بالمرجو؛ للإيذان بأنهم عالمون بأن العمل غير موجب للأجر؛ وإنما هو على طريق التفضل منه - سبحانه -؛ لا لأن في فوزهم اشتباها؛
والله غفور : مبالغ في مغفرة ما فرط من عباده خطأ؛
رحيم : يجزل لهم الأجر؛ والثواب؛ والجملة اعتراض محقق لمضمون ما قبلها.