كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا غاية للأدعية الثلاثة الأخيرة ، فإن فعل فيها كل واحد منهما من التسبيح والذكر مع كونه مكثرا لفعل الآخر ومضاعفا له بسبب انضمامه إليه مكثر له في نفسه أيضا بسبب تقويته وتأييده ; إذ ليس المراد بالتسبيح والذكر ما يكون منهما بالقلب أو في الخلوات حتى لا يتفاوت حاله عند التعدد والانفراد ، بل ما يكون منهما في تضاعيف أداء الرسالة ، ودعوة المردة العتاة إلى الحق ، وذلك مما لا ريب في اختلاف حاله في حالتي التعدد والانفراد ، فإن كلا منهما يصدر عنه بتأييد الآخر من اظهار الحق ما لا يكاد يصدر عنه مثله في حال الانفراد ، و"كثيرا" في الموضعين نعت لمصدر محذوف ، أو زمان محذوف ، أي : ننزهك عما لا يليق بك من الصفات والأفعال التي من جملتها ما يدعيه فرعون الطاغية ، ويقبله منه فئته الباغية من ادعاء الشركة في الألوهية ، ونصفك بما يليق بك من صفات الكمال ونعوت الجمال والجلال تنزيها
[ ص: 14 ] كثيرا ، أو زمانا كثيرا من جملته زمان دعوة
فرعون ، وأوان المحاجة معه ، وأما ما قيل من أن المعنى : كي نصلي لك كثيرا ونحمدك ونثني عليك ، فلا يساعده المقام .