واصطنعتك لنفسي
وقوله تعالى :
واصطنعتك لنفسي تذكير لقوله تعالى :
وأنا اخترتك وتمهيد لإرساله عليه السلام إلى
فرعون مؤيدا بأخيه حسبما استدعاه بعد تذكير المنن السابغة السابقة تأكيدا لوثوقه عليه السلام بحصول نظائرها اللاحقة . وهذا تمثيل لما خوله عز وعلا من الكرامة العظمى بتقريب الملك بعض خواصه واصطناعه لنفسه ، وترشيحه لبعض أموره الجليلة . والعدول عن نون العظمة الواقعة في قوله تعالى :
وفتناك ونظيريه السابقين تمهيد لإفراد لفظ النفس اللائق بالمقام ، فإنه أدخل في تحقيق معنى الاصطناع والاستخلاص ، أي : اصطفيتك برسالاتي وبكلامي .