قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى
وقوله تعالى :
قال لهم موسى إلخ . بطريق الاستئناف المبني على السؤال يقضي بأن المترقب من أحواله عليه الصلاة والسلام حينئذ والمحتاج إلى السؤال والبيان ، ليس إلا ما صدر عنه عليه الصلاة والسلام من الكلام ، وأما إتيانه أولا فأمر محقق غني عن التصريح به ، كأنه قيل : فماذا صنع
موسى عليه الصلاة والسلام عند إتيان
فرعون بما جمعه من السحرة ؟ فقيل : قال لهم بطريق النصيحة :
ويلكم لا تفتروا على الله [ ص: 25 ] كذبا بأن تدعوا آياته التي ستظهر على يديه سحرا كما فعل
فرعون فيسحتكم أي : يستأصلكم بسببه
بعذاب هائل لا يقادر قدره . وقرئ : "يسحتكم" من الثلاثي على لغة أهل الحجاز ، والإسحات لغة بني تميم ونجد .
وقد خاب من افترى أي : على الله كائنا من كان بأي وجه كان ، فيدخل فيه الافتراء المنهي عنه دخولا أوليا ، أو وقد خاب
فرعون المفتري ، فلا تكونوا مثله في الخيبة ، والجملة اعتراض مقرر لمضمون ما قبلها .