ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا ومن يأته مؤمنا به تعالى ، وبما جاء من عنده من المعجزات التي من جملتها ما شاهدناه
قد عمل الصالحات الصالحة : كالحسنة ، جارية مجرى الاسم ، ولذلك لا تذكر غالبا مع
[ ص: 31 ] الموصوف ، وهي كل ما استقام من الأعمال بدليل العقل والنقل .
فأولئك إشارة إلى "من" ، والجمع باعتبار معناها . كما أن الإفراد في الفعلين السابقين باعتبار لفظها ، وما فيه من معنى البعد للإشعار بعلو درجتهم وبعد منزلتهم ، أي : فأولئك المؤمنون العاملون للصالحات
لهم بسبب إيمانهم وأعمالهم الصالحة
الدرجات العلا أي : المنازل الرفيعة ، وليس فيه ما يدل على عدم اعتبار الإيمان المجرد عن العمل الصالح في استتباع الثواب ، لأن ما نيط بالإيمان المقرون بالأعمال الصالحة هو الفوز بالدرجات العلى لا بالثواب مطلقا ، وهل التشاجر إلا فيه ؟