وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون وإذا رآك الذين كفروا أي : المشركون
إن يتخذونك إلا هزوا أي : ما يتخذونك إلا مهزوءا به على معنى قصر معاملتهم معه عليه السلام على اتخاذهم إياه هزوا ، لا على معنى قصر اتخاذهم على كونه هزوا كما هو المتبادر ، كأنه قيل : ما يفعلون بك إلا اتخاذك هزوا ، وقد مر تحقيقه في قوله تعالى :
إن أتبع إلا ما يوحى إلي في (سورة الأنعام ) .
أهذا الذي يذكر آلهتكم على إرادة القول ، أي : ويقولون أو قائلين ذلك ، أي : يذكرهم بسوء ، كما في قوله تعالى :
سمعنا فتى يذكرهم .. إلخ .
وقوله تعالى :
وهم بذكر الرحمن هم كافرون في حيز النصب على الحالية من ضمير القول المقدر ، والمعنى : أنهم يعيبون عليه الصلاة والسلام أن يذكر آلهتهم التي لا تضر ولا تنفع بالسوء والحال أنهم بذكر الرحمن المنعم عليهم بما يليق به من التوحيد أو بإرشاد الخلق بإرسال الرسل وإنزال الكتب أو بالقرآن كافرون ، فهم أحقاء بالعيب والإنكار ، فالضمير الأول مبتدأ خبره "كافرون" ، وبذكر متعلق بالخبر ، والتقدير : وهم كافرون بذكر الرحمن . والضمير الثاني تأكيد لفظي للأول
[ ص: 67 ] فوقع الفصل بين العامل ومعموله بالمؤكد ، وبين المؤكد والمؤكد بالمعمول .