وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وما أرسلناك بما ذكر وبأمثاله من الشرائع والأحكام وغير ذلك من الأمور التي هي مناط لسعادة الدارين .
إلا رحمة للعالمين هو في حيز النصب على أنه استثناء من أعم العلل ، أو من أعم الأحوال ، أي : ما أرسلناك بما ذكر لعلة من العلل إلا برحمتنا الواسعة للعالمين قاطبة ، أو ما أرسلناك في حال من الأحوال إلا حال كونك رحمة لهم ، فإن ما بعثت به سبب لسعادة الدارين ومنشأ لانتظام مصالحهم في النشأتين ، ومن لم يغتنم مغانم آثاره فإنما فرط في نفسه وحرمة حقه ، لا أنه تعالى حرمه مما يسعده ، وقيل : كونه رحمة في حق الكفار أمنهم من الخسف والمسخ والاستئصال حسبما ينطق به قوله تعالى :
وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم