إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات استئناف جيء به لبيان كمال حسن حال المؤمنين العابدين له تعالى ، وأن الله عز وجل يتفضل عليهم بما لا غاية وراءه من أجل المنافع وأعظم الخيرات إثر بيان غاية سوء حال الكفرة ومآلهم من فريقي المجاهرين والمذبذبين ، وأن معبودهم لا يجديهم شيئا من النفع بل يضرهم مضرة عظيمة وأنهم يعترفون بسوء ولايته وعشرته ويذمونه مذمة عامة .
وقوله تعالى
تجري من تحتها الأنهار صفة لجنات ، فإن أريد بها الأشجار المتكاثفة السائرة لما تحتها فجريان الأنهار من تحتها ظاهر ، وإن أريد بها الأرض فلا بد من تقدير مضاف ،
[ ص: 99 ] أي : من تحت أشجارها ، وإن جعلت عبارة عن مجموع الأرض والأشجار فاعتبار التحتية بالنظر إلى الجزء الظاهر المصحح لإطلاق اسم الجنة على الكل كما مر تفصيله في أوائل (سورة البقرة ) .
وقوله تعالى :
إن الله يفعل ما يريد تعليل لما قبله وتقرير له بطريق التحقيق ، أي : يفعل البتة كل ما يريده من الأفعال المتقنة اللائقة المبنية على الحكم الرائفة التي من جملتها إثابة من امن به وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم وعقاب من أشرك به وكذب برسوله صلى الله عليه وسلم .