والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أي : أصروا على ذلك واستمروا
فأولئك إشارة إلى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة من الكفر والتكذيب ، وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منـزلتهم في
[ ص: 116 ] الشر والفساد ، أي : أولئك الموصوفون بما ذكر من الكفر والتكذيب وهو مبتدأ ، وقوله تعالى :
لهم عذاب جملة اسمية من مبتدأ وخبر مقدم عليه وقعت خبرا لأولئك ، أو لهم خبر لأولئك وعذاب مرتفع على الفاعلية بالاستقرار في الجار والمجرور لاعتماده على المبتدأ ، وأولئك مع خبره على الوجهين خبر للموصول ، وتصديره بالفاء للدلالة على أن تعذيب الكفار بسبب أعمالهم السيئة كما أن تجريد خبر الموصول الأول عنها للإيذان بأن إثابة المؤمنين بطريق التفضل لا لإيجاب الأعمال الصالحة إياها .
وقوله تعالى :
مهين صفة لعذاب مؤكدة لما أفاده التنوين من الفخامة ، وفيه من المبالغة من وجوه شتى ما لا يخفى .