ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ذلك أي : الاتصاف بما ذكر من كمال القدرة والعلم ، وما فيه من معنى البعد لما مر آنفا ، وهو مبتدأ خبره قوله تعالى :
بأن الله هو الحق الواجب لذاته الثابت في نفسه وصفاته وأفعاله وحده ، فإن وجوب وجوده ووحدته يقتضيان كونه مبدأ لكل ما يوجد من الموجودات عالما بكل المعلومات ، أو الثابت إلهية فلا يصلح لها إلا من كان عالما قادرا .
وأن ما يدعون من دونه إلها ، وقرئ على البناء للمفعول على أن الواو لما فإنه عبارة عن الآلهة ، وقرئ بالتاء على خطاب المشركين .
هو الباطل أي : المعدوم في حد ذاته أو الباطل ألوهيته .
وأن الله هو العلي على جميع الأشياء
الكبير عن أن يكون له شريك لا شيء أعلى منه شأنا وأكبر سلطانا .