ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض أي : جعل ما فيها من الأشياء مذللة لكم معدة لمنافعكم ، تتصرفون فيها كيف شئتم فلا
[ ص: 118 ] أصلب من الحجر ولا أشد من الحديد ولا أهيب من النار ، وهي مسخرة لكم . وتقديم الجار والمجرور على المفعول الصريح لما مر مرارا من الاهتمام بالمقدم لتعجيل المسرة والتشويق إلى المؤخر .
والفلك عطف على "ما" أو على اسم "أن" . وقرئ بالرفع على الابتداء .
تجري في البحر بأمره حال من الفلك على الأول وخبر على الأخيرين .
ويمسك السماء أن تقع على الأرض أي : من أن تقع ، أو كراهة أن تقع بأن خلقها على هيئة متداعية إلى الاستمساك .
إلا بإذنه أي : بمشيئته وذلك يوم القيامة ، وفيه رد لاستمساكها بذاتها فإنها مساوية في الجسمية لسائر الأجسام القابلة للميل الهابط فتقبله كقبول غيرها .
إن الله بالناس لرءوف رحيم حيث هيأ لهم أسباب معاشهم وفتح عليهم أبواب المنافع وأوضح لهم مناهج الاستدلال بالآيات التكوينية والتنـزيلية .