فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون فأرسلنا فيهم جعلوا
[ ص: 133 ] موضعا للإرسال كما في قوله تعالى :
كذلك أرسلناك في أمة ونحوه لا غاية له ، كما في مثل قوله تعالى :
ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه للإيذان من أول الأمر بأن من ارسل إليهم لم يأتهم من غير مكانهم بل إنما نشأ فيما بين أظهرهم ، كما ينبئ عنه قوله تعالى :
رسولا منهم أي : من جملتهم نسبا ، فإنهما عليهما السلام كانا منهم .
و"أن" في قوله تعالى :
أن اعبدوا الله مفسرة لأرسلنا لتضمنه معنى القول ، أي : قلنا لهم على لسان الرسول اعبدوا الله تعالى . وقوله تعالى :
ما لكم من إله غيره تعليل للعبادة المأمورة بها ، أو للأمر بها ، أو لوجوب الامتثال به .
أفلا تتقون أي : عذابه الذي يستدعيه ما أنتم عليه من الشرك والمعاصي . والكلام في العطف كالذي مر في قصة
نوح عليه السلام .