أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون أيعدكم استئناف مسوق لتقرير ما قبله من زجرهم عن اتباعه عليه السلام بإنكار وقوع ما يدعوهم إلى الإيمان به واستبعاده .
أنكم إذا متم بكسر الميم من مات يموت ، وقرئ بضمها من مات
[ ص: 134 ] يموت .
وكنتم ترابا وعظاما نخرة مجردة عن اللحوم والأعصاب ، أي : كان بعض أجزائكم من اللحم ونظائره ترابا وبعضها عظاما . وتقديم التراب لعراقته في الاستبعاد وانقلابه من الأجزاء البادية ، أو كان متقدموكم ترابا صرفا ومتأخروكم عظاما .
وقوله تعالى :
إنكم تأكيد للأول لطول الفصل بينه وبين خبره الذي هو قوله تعالى :
مخرجون أي : من القبور أحياء كما كنتم ، وقيل :
"أنكم مخرجون" مبتدأ و"إذا متم" خبره على معنى : إخراجكم إذا متم ثم أخبر بالجملة عن أنكم ، وقيل : رفع أنكم مخرجون بفعل هو جزاء الشرط ، كأنه قيل : إذا متم وقع إخراجكم ، ثم أوقعت الجملة الشرطية خبرا عن "أنكم" والذي تقتضيه جزالة النظم الكريم هو الأول . وقرئ : "أيعدكم إذا متم" إلخ .