أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون أولئك إشارة إليهم باعتبار اتصافهم بها ، وما فيه من معنى البعد للإشعار ببعد رتبتهم في الفضل ، أي : أولئك المنعوتون بما فصل من النعوت الجليلة خاصة دون غيرهم .
يسارعون في الخيرات أي : في نيل الخيرات التي من جملها الخيرات العاجلة الموعودة على الأعمال الصالحة كما في قوله تعالى :
فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وقوله تعالى :
وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين فقد أثبت لهم ما نفي عن أضدادهم خلا أنه غير الأسلوب حيث لم يقل : أولئك نسارع لهم في الخيرات ، بل أسند المسارعة إليهم إيماء إلى كمال استحقاقهم لنيل الخيرات بمحاسن أعمالهم . وإيثار كلمة "في على كلمة "إلى" للإيذان بأنهم متقلبون في فنون الخيرات أنهم خارجون عنها متوجهون إليها بطريق المسارعة كما في قوله تعالى :
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة الآية .
وهم لها سابقون أي : إياها سابقون ، واللام لتقوية العمل كما في قوله تعالى :
هم لها عاملون أي : ينالونها قبل الآخرة حيث عجلت لهم في الدنيا . وقيل : المراد بالخيرات : الطاعات ، والمعنى : يرغبون في الطاعات والعبادات أشد الرغبة وهم لأجلها فاعلون السبق ، أو لأجلها سابقون الناس ،
[ ص: 141 ] والأول هو الأولى .