الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أي : يحشرون كائنين على وجوههم يسبحون عليها ويجرون إلى جهنم ، وقيل : مقلوبين وجوههم على قفاهم وأرجلهم إلى فوق ، روى عنه صلى الله عليه وسلم :
"يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أثلاث ، ثلث على الدواب ، وثلث على وجوههم ، وثلث على أقدامهم ينسلون نسلا" . وأما ما قيل متعلقة قلوبهم بالسفليات متوجهة وجوههم إليها فبعيد ; لأن هول ذلك اليوم ليس بحيث يبقى لهم عنده تعلق بالسفليات أو متوجه إليها في الجملة . ومحل الموصول إما النصب أو الرفع على الذم ، أو الرفع على الابتداء .
وقوله تعالى :
أولئك بدل منه ، أو بيان له . وقوله تعالى :
شر مكانا وأضل سبيلا خبر له ، أو اسم الإشارة مبتدأ ثان ، و"شر" خبره ، والجملة خبر للموصول . ووصف السبيل بالضلال من باب الإسناد المجازي للمبالغة ، والمفضل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم على منهاج قوله تعالى :
قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه .. كأنه قيل : إن حاملهم على هذه الاقتراحات تحقير مكانه صلى الله عليه وسلم بتضليل سبيله ولا يعلمون حالهم ليعلموا أنهم شر مكانا وأضل سبيلا ، وقيل : هو متصل بقوله تعالى :
أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا .