وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا وهو الذي مرج البحرين أي : خلاهما متجاورين متلاصقين بحيث لا يتمازجان من مرج دابته إذا خلاها .
هذا عذب فرات قامع للعطش لغاية عذوبته
وهذا ملح أجاج بليغ الملوحة ، وقرئ : "ملح" ، فلعله تخفيف مالح كبرد في بارد .
وجعل بينهما برزخا حاجزا غير مرئي من قدرته كما في قوله تعالى :
بغير عمد ترونها .
وحجرا محجورا وتنافرا مفرطا كأن كلا منهما يتعوذ من الآخر بتلك المقالة ، وقيل : حدا محدودا ، وذلك كدجلة تدخل البحر وتشقه وتجري في خلاله فراسخ لا يتغير طعمها ، وقيل : المراد بالبحر العذب : النهر العظيم ، وبالمالح : البحر الكبير ، وبالبرزخ : ما بينهما من الأرض ، فيكون أثر القدرة في الفصل واختلاف الصفة مع أن مقتضى طبيعة كل عنصر التضام والتلاصق والتشابه في الكيفية .