إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما
وقرئ : "تخلد" بالتاء على الالتفات المنبئ عن شدة الغضب ومضاعفة العذاب لانضمام المعاصي إلى الكفر ، كما يفصح عنه قوله تعالى :
إلا من تاب وآمن وعمل صالحا وذكر الموصوف مع جريان الصالح والصالحات مجرى الاسم للاعتناء والتنصيص على مغايرته للأعمال السابقة .
فأولئك إشارة إلى الموصول والجمع باعتبار معناه ، كما أن الإفراد في الأفعال الثلاثة باعتبار لفظه ، أي : أولئك الموصوفون بالتوبة والإيمان والعمل الصالح
يبدل الله سيئاتهم حسنات بأن يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة ويثبت مكانها لواحق طاعتهم ، أو يبدل بملكة المعصية ودواعيها في النفس ملكة الطاعة بأن يزيل الأولى ويأتي بالثانية . وقيل : بأن يوفقه لأضداد ما سلف منه ، أو أن يثبت له بدل كل عقاب ثوابا ، وقيل : يبدلهم بالشرك إيمانا ، وبقتل المسلمين قتل المشركين ، وبالزنا عفة وإحصانا .
وكان الله غفورا رحيما اعتراض تذييلي مقرر لما قبله من المحو والإثبات .