صفحة جزء
وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل

ثم كر على ما عده عليه من النعمة ولم يصرح برده حيث كان صدقا غير قادح في دعواه بل نبه على أن ذلك كان في الحقيقة نقمة ، فقال : وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل أي : تلك التربية نعمة تمن بها علي ظاهرا ، وهي في الحقيقة تعبيدك بني إسرائيل وقصدك إياهم بذبح أبنائهم فإنه السبب في وقوعي عندك وحصولي في تربيتك ، وقيل : إنه مقدر بهمزة الإنكار ، أي : أو تلك نعمة تمنها علي وهي أن عبدت بني إسرائيل . ومحل "أن عبدت" الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أو بدل من "نعمة" ، أو الجر بإضمار الباء ، أو النصب بحذفها . وقيل : تلك إشارة إلى خصلة شنعاء مبهمة ، و"أن عبدت" عطف بيان لها ، والمعنى : تعبيدك بني إسرائيل نعمة تمنها علي . وتوحيد الخطاب في تمنها وجمعه فيما قبله لأن المنة منه خاصة والخوف والفرار منه ومن ملئه .

التالي السابق


الخدمات العلمية