27 - سورة النمل
(مكية وهي ثلاث وتسعون آية )
بسم الله الرحمن الرحيم
طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين
(سورة النمل مكية وهي ثلاث أو أربع وتسعون آية )
بسم الله الرحمن الرحيم
طس بالتفخيم ، وقرئ بالإمالة . والكلام فيه كالذي مر في نظائره من الفواتح الشريفة ، ومحله - على تقدير كونه اسما للسورة وهو الأظهر الأشهر - الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي : هذا " طس" أي : مسمى به ، والإشارة إليه قبل ذكره قد مر وجهها في فاتحة (سورة يونس ) وغيرها ، ورفعه بالابتداء على أن ما بعده خبره ضعيف لما ذكر هناك .
تلك إشارة إلى نفس السورة لأنها التي نوهت بذكر اسمها لا إلى آياتها لعدم ذكرها صريحا لأن إضافتها إليها تأبى إضافتها إلى القرآن كما سيأتي . وما في اسم الإشارة من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان ببعد منزلته في الفضل والشرف ، ومحله الرفع على الابتداء خبره
آيات القرآن والجملة مستأنفة مقررة لما أفاده التسمية من نباهة شأن المسمى . والقرآن عبارة عن الكل ، أو عن الجميع المنزل عند نزول السورة حسبما ذكر في فاتحة الكتاب ، أي : تلك السورة آيات القرآن المعروف بعلو الشأن ، أي : بعض منه مترجم مستقل باسم خاص .
وكتاب أي : كتاب عظيم الشأن
مبين مظهر لما في تضاعيفه من الحكم والأحكام وأحوال الآخرة التي من جملتها الثواب والعقاب ، أو لسبيل الرشد والغي ، أو فارق بين الحق والباطل والحلال والحرام ، أو ظاهر الإعجاز على أنه من أبان بمعنى بان ، ولقد فخم شأنه الجليل بما جمع فيه من وصف القرآنية المنبئة عن كونه بديعا في بابه ممتازا عن غيره بالنظم المعجز كما يعرب عنه قوله تعالى :
قرآنا عربيا غير ذي عوج ، ووصف الكتابية المعربة عن اشتماله على صفات كمال الكتب الإلهية فكأنه كلها ، وقدم الوصف الأول ههنا نظرا إلى تقدم حال القرآنية على
[ ص: 272 ] حال الكتابية ، وعكس في (سورة الحجر ) نظرا إلى ما ذكر هناك من الوجه . وما قيل من أن
الكتاب هو اللوح المحفوظ وإبانته أنه خط فيه ما هو كائن فهو يبينه للناظرين فيه لا يساعده إضافة الآيات إليه إذ لا عهد باشتماله على الآيات ، ولا وصفه بالهداية والبشارة إذ هما باعتبار إبانته فلا بد من اعتبارها بالنسبة إلى الناس الذين من جملتهم المؤمنون إلا إلى الناظرين فيه . وقرئ : "وكتاب" بالرفع على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، أي : وآيات كتاب مبين .