ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونريد أن نمن أي: نتفضل
على الذين استضعفوا في الأرض على الوجه المذكور بإنجائهم من بأسه. وصيغة المضارع في نريد حكاية حال ماضية، وهو معطوف على إن فرعون علا ... إلخ. لتناسبهما في الوقوع في حيز التفسير للنبأ، أو حال من يستضعف بتقدير المبتدأ، أي: يستضعفهم
فرعون، ونحن نريد أن نمن عليهم، وليس من ضرورة مقارنة الإرادة للاستضعاف مقارنة المراد له لما أن تعلق الإرادة للمن تعلق استقبال على أن منة الله تعالى عليهم بالخلاص، لما كانت في شرف الوقوع جاز إجراؤها مجرى الواقع المقارن له. ووضع الموصول موضع الضمير لإبانة قدر النعمة في المنة بذكر حالتهم السابقة المباينة لها.
ونجعلهم أئمة يقتدى بهم في أمور الدين بعد أن كانوا أتباعا مسخرين لآخرين.
ونجعلهم الوارثين لجميع ما كان منتظما في سلك ملك
فرعون وقومه، وراثة معهودة فيما بينهم، كما ينبئ عنه تعريف الوارثين، وتأخير ذكر وراثتهم له عن ذكر جعلهم أئمة مع تقدمها عليه زمانا لانحطاط رتبتها عن الإمامة، ولئلا ينفصل عنه ما بعده مع كونه من روادفه أعني قوله تعالى: