وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون وقال [ ص: 14 ] موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده يريد به نفسه، وقرئ: قال بغير واو; لأنه جواب عن مقالهم. ووجه العطف أن المراد حكاية القولين ليوازن السامع بينهما، فيميز صحيحهما من الفاسد.
ومن تكون له عاقبة الدار أي: العاقبة المحمودة في الدار. وهي الدنيا، وعاقبتها الأصلية هي الجنة; لأنها خلقت مجازا إلى الآخرة، ومزرعة لها. والمقصود: بالذات منها الثواب، وأما العقاب فمن نتائج أعمال العصاة، وسيئات الغواة. وقرئ: (يكون) بالياء التحتانية.
إنه لا يفلح الظالمون أي: لا يفوزون بمطلوب، ولا ينجون عن محذور.