صفحة جزء
وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون

وإبراهيم نصب بالعطف على نوحا، وقيل: [ ص: 34 ] بإضمار اذكر. وقرئ: بالرفع على تقدير: ومن المرسلين إبراهيم إذ قال لقومه على الأول: ظرف للإرسال، أي: أرسلناه حين تكامل عقله، وقدر على النظر والاستدلال، وترقى من رتبة الكمال إلى درجة التكميل، حيث تصدى لإرشاد الخلق إلى طريق الحق، وعلى الثاني: بدل اشتمال من إبراهيم. اعبدوا الله أي: وحده. واتقوه أن تشركوا به شيئا. ذلكم أي: ما ذكر من العبادة والتقوى. خير لكم أي: مما أنتم عليه، ومعنى التفضيل مع أنه لا خيرية فيه قطعا باعتبار زعمهم الباطل. إن كنتم تعلمون أي: الخير والشر، وتميزون أحدهما من الآخر، أو إن كنتم تعلمون شيئا من الأشياء بوجه من الوجوه، فإن ذلك كاف في الحكم بخيرية ما ذكره من العبادة والتقوى.

التالي السابق


الخدمات العلمية