وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين وإن تكذبوا أي: تكذبوني فيما أخبرتكم به من أنكم إليه ترجعون بالبعث.
فقد كذب أمم من قبلكم تعليل للجواب، أي: فلا تضرونني بتكذيبكم، فإن من قبلكم من الأمم قد كذبوا من قبلي من الرسل، وهم
شيث، وإدريس، ونوح، عليهم السلام. فلم يضرهم تكذيبهم شيئا، وإنما ضر أنفسهم حيث تسبب لما حل بهم من العذاب فكذا تكذيبكم.
وما على الرسول إلا البلاغ المبين أي: التبليغ الذي لا يبقى معه شك، وما عليه أن يصدقه قومه البتة، وقد خرجت عن عهدة التبليغ بما لا مزيد عليه فلا يضرني تكذيبكم بعد ذلك أصلا.