فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم فآمن له لوط أي: صدقه في جميع مقالاته لا في نبوته، وما دعا إليه من التوحيد فقط فإنه كان منزها عن الكفر، وما قيل إنه آمن له حين رأى النار لم تحرقه ينبغي أن يحمل على ما ذكرنا، أو على أن يراد بالإيمان الرتبة العالية منها، وهي التي لا يرتقي إليها إلا همم الأفراد الكمل،
ولوط هو ابن أخيه عليهما السلام.
وقال إني مهاجر أي: من قومي.
إلى ربي إلى حيث أمرني ربي
إنه هو العزيز الغالب على أمره فيمنعني من أعدائي.
الحكيم الذي لا يفعل فعلا إلا وفيه حكمة ومصلحة، فلا يأمرني إلا بما فيه صلاحي. روي أنه هاجر من
كوثى سواد
الكوفة مع
لوط وسارة ابنة عمه إلى
حران، ثم منها إلى
الشأم فنزل
فلسطين، ونزل
لوط سدوم.