صفحة جزء
[ ص: 39 ] ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين

ولما أن جاءت رسلنا المذكورون بعد مفارقتهم لإبراهيم عليه السلام لوطا سيء بهم اعتراه المساءة بسبهم مخافة أن يتعرض لهم قومه بسوء، وكلمة "أن" صلة لتأكيد ما بين الفعلين من الاتصال. وضاق بهم ذرعا أي: ضاق بشأنهم، وتدبير أمرهم، ذرعه. أي: طاقته كقولهم ضاقت يده، وبإزائه رحب ذرعه بكذا إذا كان مطيقا به قادرا عليه، وذلك أن طويل الذراع ينال ما لا يناله قصير الذراع. وقالوا ريثما شاهدوا فيه مخايل التضجر من جهتهم، وعاينوا أنه عجز عن مدافعة قومه بعد اللتيا والتي حتى آلت به الحال إلى أن قال: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد. لا تخف أي: من قومك علينا. ولا تحزن أي: على شيء. وقيل: بإهلاكنا إياهم. إنا منجوك وأهلك مما يصيبهم من العذاب. إلا امرأتك كانت من الغابرين وقرئ: (لننجينك) و (منجوك) من الإنجاء، وأيا ما كان فمحل الكاف الجر على المختار، ونصب أهلك بإضمار فعل، أو بالعطف على محلها باعتبار الأصل.

التالي السابق


الخدمات العلمية