فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون فإذا ركبوا في الفلك متصل بما دل عليه شرح حالهم. والركوب هو الاستعلاء على الشيء المتحرك، وهو متعد بنفسه، كما في قوله تعالى:
والخيل والبغال والحمير لتركبوها . واستعماله ههنا، وفي أمثاله بكلمة "في" للإيذان بأن المركوب في نفسه من قبيل الأمكنة، وحركته قسرية غير إرادية كما مر في سورة هود. والمعنى أنهم على ما وصفوا من الإشراك فإذا ركبوا في البحر، ولقوا شدة
دعوا الله مخلصين له الدين أي: كائنين على صورة المخلصين لدينهم من المؤمنين حيث لا يدعون غير الله تعالى لعلمهم بأنه لا يكشف الشدائد عنهم إلا هو.
فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون أي: فاجئوا المعاودة إلى الشرك.